الأربعاء، 25 يناير 2017

جزيرة تراس برج العرب

نظرة أولية على جزيرة تراس برج العرب


احد مشاريع دبي الجديدة لعام 2017

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
هي جزيرة إصطناعية جديدة تحمل اسم تراس برج العرب، إلى معالم هذا الفندق الفاخر، وتتميز هذه الجزيرة بتصميم مميز وفريد وإطلالة على مياه الخليج.
 
كما وتتميز شواطئ الجزيرة بالرمال الناعمة التي يتوسطها ممشى يربطها بالجزيرة الأصلية للفندق، وتحيط به شواطئ ساحرة ومناطق مشجرة ومساحات مفتوحة تتيح الاستمتاع بأشعة الشمس.
 
وتضم الجزيرة الجديدة العديد من المرافق أبرزها حوضين للسباحة عصريين أحدهما حوض سباحة كبير للمياه العذبة تصل مساحته إلى 612 متراً مربّعاً وآخر لمياه البحر المالحة بمساحة تبلغ 828 متراً مربعاً، وتضم مرافق السباحة أربعة حمامات جاكوزي، و126 سريراَ مجهزاً لهواة الاستمتاع بأشعة الشمس، 24 سريراً فاخراً بمنطقة الشاطئ، إضافة إلى ركن لتقديم المأكولات والمشروبات المنعشة، كما تتوافر قائمة متنوعة من الأطباق المناسبة للأجواء البحرية.
 
تضم الجزيرة أيضا 32 كابينة مكيفة تطل على نخلة الجميرا، من بينها ثمانية كبائن ملكية تضم مجموعة من المرافق المميزة الخاصة بالسباحة وينعم مستخدموها بخدمات الضيافة الراقية، كما تضم الجزيرة سبا مجهزة بالكامل، وأكشاك لتقديم الفواكه الطازجة والقهوة.
 
أما بالنسبة لمطاعم الجزيرة، فمن أبرزها مطعم سكيب الذي يتميز بإطلالة ساحرة على مياه الخليج العربي الزرقاء ويقدم قائمة طعام لا مثيل لها يتم تحضيرها من طرف كبير الطهاة في المطبخ، الشيف تيمور فازيلوف.
 
 

التطور العمراني في الامارات

النهضة العمرانية في دولة الإمارات العربية المتحدة


  إن دولة الإمارات العربية المتحدة شهدت خلال فترة ليست بطويلة تطور هائل في كل المجالات ومن خلاله تحولت إلى دولة حضارية عصرية لها أقتصاد مزدهر وبنية قوية لقيام التطور فيها وذلك جلي في المظاهر الحياتية لسكان هذه الدولة الفتية وكذلك النهضة العمرانية والإزدهار الاقتصادي الحاصل فيها، وبالإضافة إلى نوعية المؤسسات التي ظهرت في الدولة وخصوصاً بعد قيام الإتحاد فيها، وكذلك نتيجة ظهور البترول* وعملية التنقيب عنه وتصديره حدث تغيرات في المجتمع شملت البنى التحتية والفوقية وكذلك ظهور صور للعلاقات بين الأفراد لم تكن موجودة سابقاً وذلك نتيجة لتطور وسائل الإتصال، وعليه فقد كان لإكتشاف البترول أهمية كبيرة والأثر الفعّال في حدوث الكثير من التطورات في حياة الإنسان الإماراتي.
تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول المتقدمة في منطقة الشرق الأوسط في مجال البناء والتعمير، فالنهضة العمرانية تشمل كل الإمارات وهي غير مقتصرة على إمارة دون أخرى، وهي تجذب الأستثمارات الأجنبية في كل القطاعات، حيث تقوم الدولة بتخصيص المبالغ الكبيرة من خلال الخطط التنموية من أجل التطور والإزدهار في الدولة، وبناء الكثير من المنشآت والمنتزهات التي تساهم في توفير الراحة وسهولة التنقل في الدولة وكل ذلك جعل من الإمارات دولة لها مركزها وثقلها الثقافي والتجاري والاقتصادي بين دول العالم. مع العلم بأن إمارة أبو ظبي وفي البداية تحملت الكثير من أعباء والمصاريف من أجل مساعدة ونهوض بالإمارات الأخرى. فمن القرارات التي أصدرها الشيخ زايد عندما كان حاكم إمارة أبو ظبي ( فقد خصص ثلاثين مليون دينار بحريني لمشروعات تطوير الخدمات العامة في إمارات الساحل، كما أعلن مشروع السنوات الخمس بشأن مساعدة الإمارات الفقيرة غير المنتجة للنفط... ). وفي دراسة للبنك الدولي للإنشاء والتعمير لعام 1997 ذكرت بأن ( دولة الإمارات العربية المتحدة تنفق أكثر من 4% من الناتج المحلي الإجمالي على قطاع الخدمات الصحية وتعادل هذه النسبة حوالي 5و5 مليار درهم سنوياً، في حين تدرجت ميزانية الوزارة عاماً بعد عام حتى بلغت مليار و600 مليون و465 ألف درهم خلال عام 2001 ).
أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي من الدول المزدهرة أقتصادياً ويعيش أبنائها حياة كريمة ومستوى دخل الفرد فيها لايتمتع به الأفراد في العديد من دول العالم، بل هي من الدول المتقدمة التي يتمتع أفرادها بمستوى جيد للدخل، ومن أجل تحقيق المزيد من الرفاه والسعادة لأبناء المجتمع تقوم الميزانيات فيها على دعم قطاعات التعليم والصحة وتوفير الخدمات لك أبناء المجتمع، كما أن السياسة التي تتبعها الدولة تساعد في عملية التنمية الاقتصادية، فنراها تشجع التجارة وإنتقال رؤوس الأموال وتمنح القطاع الخاص الدور الكبير في القيام بعملية التنمية الاقتصادية في الدولة. أن دولة الإمارات العربية المتحدة حققت الإزدهار الاقتصادي والاجتماعي للوطن وللمواطن على حد سواء، حيث أن الناتج المحلي نتيجة هذا التطور في نمو مستمر، كما أن هذه الدولة تعتبر من الدول التي تجذب إليها السواح نتيجة الازدهار الاقتصادي والبناء المعماري فيها بالإضافة إلى السياحة فأن الصناعة في هذه الدولة تتصف بالنهضة والتطور، حيث هناك تزايد في المنشآت الصناعية المحلية، ومن أجل عملية التطور الصناعي والاقتصادي تعاقدت الدولة مع الكثير من الشركات العالمية لهذا الغرض وكل ذلك من أجل رفع مستوى الدخل للفرد وتحقيق الرفاه والسعادة لأبناء الدولة.
ان هذه الدولة أزدهرت وتطورت ونمت أقتصادياً وأثبتت وجودها بين الدول الصناعية خلال فترة زمنية قصيرة، وذلك بسبب العائدات الناتجة عن النفط والغاز وكذلك من واردات أخرى، حيث أن أنتاجها يعتمد بالشكل الرئيسي على النفط ومنتوجاته، إلا أن الدولة نوعت من الناتج المحلي حتى لايكون الإعتماد الوحيد على عائدات النفط فقط، ( ... فقد تصاعدت مساهمة القطاعات غير النفطية في إجمالي الناتج المحلي للدولة لتصل إلى590.1 مليار درهم في عام 2008 ). وكذلك وجود القيادة الحكيمة التي عملت وتعمل من أجل مصلحة الوطن والمواطن والتي تجهد ليل نهار في سبيل الفرد الإماراتي، كل هذا التطور والإزدهار كان له الدور البارز في عملية التطور الثقافي والسياسي والاقتصادي في هذا البلد.
أن التطور والأزدهار الاقتصادي في دولة ما لن يكتب له النجاح والديمومة والأستقرار ولن يشمل جميع المجالات ولن تستفيد منه كل فئات الشعب مالم يتواجد في رأس هرم هذه الدولة قيادة حكيمة، مؤمنة بحق هذا الشعب بعيش كريم والتمتع بخيرات وثروات بلاده، وأن هذه الثروات هي ملك له، حيث هناك الكثير من الدول الغنية بثرواتها الطبيعية وشعبها يرزح تحت الفقر والحرمان من كافة الخدمات، والأمراض الاجتماعية تنخر جسد المجتمع، لأن الفئة الحاكمة تستفرد لوحدها بمردودات دولتها، وتحرم أفراد الشعب من خيرات وثروات بلاده، وعليه نرى تفشي الكثير من الأمراض الاجتماعية في هذه الدولة مثل الرشوة، المحسوبية، وعدم المساواة والبطالة...إلخ من الأمراض الاجتماعية التي تتواجد في تلك الدول، أن الوضع يختلف بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث ومن حسن حظ الشعب جعل الذين أستلموا زمام الأمور فيها عملوا ويعملون ليل نهار من أجل مصلحة الشعب، وجاهدوا في سبيل نشر الأمن والمحافظة على الأستقرار في الدولة، وكل ذلك نابع من إيمان القيادة بحق الشعب في حياة كريمة وتحقيق المساواة بين أفراد الشعب دون تفرقة، وماحالة الإزدهار والخدمات التي عليها دولة الإمارات إلادليل على ذلك. كما أن التطور في دولة الإمارات العربيةالمتحدة تميز بالسرعة من أجل مواكبة الحضارات والدول المتطورة في كل المجالات، حيث أن عملية التنمية والإزدهار تمت بسرعة وخلال فترة قصيرة، فاقتصاد هذه الدولة شهد نمو ملحوظ وذلك من خلال الإستفادة من عائدات النفط والقطاعات الأخرى، لذلك نراها قامت بأنشاء المدن الحديثة والأبراج العالية، والجسور، والحدائق. أن حكام الإمارات العربية المتحدة وخصوصاً بعد الحرب العالمية الثانية ساهموا في بناء الوطن، فقد قام كل واحد منهم بالدور الطليعي في النهوض وتطوير الإمارة التي كان يحكمها، وعليه وإنطلاقاً من ذلك أصبحت الإمارات الوجهة التي يرغب كل شخص بزيارتها للإطلاع على حضارة هذا البلد وتطوره. فالتطور الثقافي والاقتصادي كان له الدور البارز في بلورة الشخصية في هذه الدولة، وكان له التأثير في تنمية الهوية الوطنية للفرد الإماراتي، وجعلته في موقع تحمل المسؤولية والقيام بواجبه إتجاه الشعب والوطن، وكل ذلك كان من ورائه قوة الاقتصاد الذي يعتمد وبالشكل الرئيسي على النفط ومشتقاته، والتي بدأت تدر النفع على كل الشعب في الإمارات وساهم في أرتفاع دخله السنوي، وعمل على تحقيق الرفاه والسعادة لأبناء الإمارات، ( أن متوسط دخل الفرد أرتفع من 20 ألف درهم في عام 1972 إلى 55 ألف درهم سنة 1991).
وقد أرتفعت هذه النسبة إلى 168،9 ألف درهم وذلك حسب التقرير الصادر عن وزارة الأقتصاد سنة 2007 وبذلك تحتل الإمارات المرتبة الثانية بعد قطر بين دول مجلس التعاون الخليجي في مستوى دخل الفرد*. فدولة الإمارات العربية المتحدة حققت نهضة عمرانية واقتصادية في فترة قصيرة من الزمن، وهذا التطور والإزدهار الاقتصادي جلي للمرء إذا نظر إلى هذه الدولة وماكانت عليها قبل عام 1971م وبعد ذلك وما آلت إليه الأمور فيها، فالفضل الرئيسي في ذلك يعود للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخوانه في الإمارات الأخرى الذين عملوا ليل نهار وبإخلاص على تقدم الشعب والنهوض به، فأصبحت هذه الدولة مزدهرة في فترة قصيرة من الزمن، وتوجهت إليها أنظار العالم، و تبوءت مكانة مرموقة بين وحدات النظام الدولي. وذلك من خلال الإستفادة من عائدات النفط وثروات البلاد التي سخرت لخدمة الشعب، والقيام بالمشروعات الاقتصادية في كل أنحاء البلاد، فالنمو الاقتصادي في هذه الدولة يتميز بالأرتفاع، ( فهي تعتبر ثاني أكبر اقتصاد خليجي بعد المملكة العربية السعودية، فقد أرتفع الناتج المجلي الاجمالي ليصل إلى 535.6 مليار درهم في عام 2008م ).
أن الدول العربية تتكون مجتمعاتها من الكثير من القوميات والعرقيات، غير أنه للأسف في أغلبهذه البلدان تكون القومية الأكبر هي مسيطرة على الأقليات وتفرض أيديولوجيتها وسياساتها على الأخرين، وتهضم حقوقهم وحرياتهم، حيث أنهذه الحريات مغفقودة في ظل الأنظمة العربية. ولو أن الدول العربية تنظر إلى التجربة الإماراتية وتستفاد منها وتحاول تطبيق الفيدراليات في دولها وتمنح كل الأقليات حقوقها في إقامة الفيدرالية فأنه سوف تقوم دولة قوية متماسكة وأن تطبيق الديمقراطية ومبادئها على الساحة سوف يؤدي إلى أن تذهب النزاعات والخلافات الطائفية والقومية إلى اللأرجعة ويستفاد من الجهود في النهوض وتقدم الدولة الفيدرالية ولايكون هناك أي تدخل من قبل القوى الكبرى في الشؤون الداخلية للبلد وبالتالي زعزعة أمنه وأستقراره. فلو أن الدول العربية وخصوصا الدول التي تتواجد فيها العديد من القوميات والأديان وطبقت هذه النظم الفيدرالية لما آلت إليه الأمور فيها لما آلت عليه في الوقت الحالي.

العولمة و الهوية الثقافية


نشأة العولمة والهوية الثقافية

 
 
يعتبر انهيار سور برلين، وتفكك الاتحاد السوفيتي وسقوط النظام الاشتراكي والذي كان يتقاسم الهيمنة مع الولايات المتحدة انتصاراً للنظام الرأسمالي الليبرالي والتي أظهرت ما يسمى بالنظام العالمي الجديد الذي يدعو إلى النظام الرأسمالي وتبني أيدلوجية النظام العالمي الاستعماري ـ-تحت ستار العولمة- والتي تمثل مرحلة متطورة للهيمنة الرأسمالية الغربية على العالم.
لفظة العولمة هي ترجمة للمصطلح الإنجليزي (Globalization) وبعضهم يترجمها بالكونية، وبعضهم يترجمه بالكوكبة، وبعضهم بالشوملة، إلا إنه في الآونة الأخيرة أشتهر بين الباحثين مصطلح العولمة وأصبح هو أكثر الترجمات شيوعاً بين أهل الساسة والاقتصاد والإعلام. وتحليل الكلمة بالمعنى اللغوي يعني تعميم الشيء وإكسابه الصبغة العالمية وتوسيع دائرته ليشمل العالم كله.
العولمة تعني جعل الشيء عالمي الانتشار في مداه أو تطبيقه. وهي أيضاً العملية التي تقوم من خلالها المؤسسات، أو جعل الشيء دولياً. تكون العولمة عملية اقتصادية في المقام الأول، ثم سياسية، ويتبع ذلك الجوانب الاجتماعية والثقافية وهكذا. أما جعل الشيء دولياً فقد يعني غالباً جعل الشيء مناسباً أو مفهوماً أو في المتناول لمختلف دول العالم. وتمتد العولمة لتكون عملية تحكم وسيطرة ووضع قوانين وروابط، مع إزاحة أسوار وحواجز محددة بين الدول وبعضها البعض.
 

نشأة العولمة

ذهب بعض الباحثين إلى أن العولمة ليست وليدة اليوم؛ بل هي عملية تاريخية قديمة مرت عبر الزمن بمراحل ترجع إلى بداية القرن الخامس عشر إلى زمن النهضة الأوروبية الحديثة حيث نشأت المجتمعات القومية.. فبدأت العولمة ببزوغ ظاهرة الدولة القومية عندما حلت الدولة محل الإقطاعية، مما زاد في توسيع نطاق السوق ليشمل الأمة بأسرها بعد أن كان محدوداً بحدود المقاطعة. في حين ذهب بعض الباحثين إلى أن نشأة العولمة كان في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، والنصف الأول من القرن العشرين، إلا أنها في السنوات الأخيرة شهدت تنامياً سريعاً، والدعوة إلى إقامة حكومة عالمية، ونظام مالي عالمي موحد والتخلص من السيادة القومية بدأت في الخطاب السياسي الغربي.

الهوية الثقافية:

هي هوية مجموعة ما أو ثقافة ما أو حتى شخص ما بما أن الشخص ممكن أن يتأثر بالهوية الثقافية للمجموعة أو الثقافة التي ينتمي إليها. مصطلح الهوية الثقافية يشبه و يتقاطع مع مصطلح "سياسات الهوية".
* تتحرك الهوية الثقافية على ثلاثة دوائر متداخلة:
1- الفرد داخل الجماعة الواحدة، قبيلة كانت أو طائفة أو جماعة مدنية (حزباً أو نقابة الخ…)، هو عبارة عن هوية متميزة ومستقلة. عبارة عن "أنا"، لها "آخر" داخل الجماعة نفسها: "أنا" تضع نفسها في مركز الدائرة عندما تكون في مواجهة مع هذا النوع من "الآخر".
2- والجماعات، داخل الأمة، هي كالأفراد داخل الجماعة، لكل منها ما يميزها داخل الهوية الثقافية المشتركة، ولكل منها "أنا" خاصة بها و"آخر" من خلاله وعبره تتعرف على نفسها بوصفها ليست إياه.
3- الشيء نفسه يقال بالنسبة للأمة الواحدة إزاء الأمم الأخرى. غير أنها أكثر تجريدا، وأوسع نطاقا، وأكثر قابلية للتعدد والتنوع والاختلاف.
* مستويات الهوية الثقافية:
- الهوية الفردية.
- الهوية الجمعوية.
- الهوية الوطنية (أو القومية).
والعلاقة بين هذه المستويات ليست قارة ولا ثابتة، بل هي في مد وجزر دائمين، يتغير مدى كل منهما اتساعا وضيقا، حسب الظروف وأنواع الصراع واللاصراع، والتضامن واللاتضامن، التي تحركها المصالح: المصالح الفردية والمصالح الجمعوية والمصالح الوطنية والقومية.
* تأثير العولمة الثقافية على ثقافة المجتمعات (الهوية الوطنية):
التأثير اللغوي: استعمال بعض اللغات الغربية (الفرنسية والانجليزية) كلغات رسمية في مرافق الإدارة والاقتصاد، استعمالها في وسائل الإعلام والاتصال وفي المقررات الدراسية وكلغات للتخاطب اليومي.
التأثير الخلقي: انتشار مظاهر العنف والإباحية في وسائل الإعلام والسينما والقنوات الفضائية وعلى شبكة الإنترنت مما تسبب في تدهور القيم في بعض المجتمعات التي لا تزال تحتفظ بقيم العفة والحشمة.
التأثير القيمي: تنميط القيم ومحاولة جعلها واحدة لدى البشر في المأكل والملبس والعلاقات الأسرية وبين الجنسين علاوة على نشر قيم الإستهلاك الرأسمالي.
* اليات عولمة الثقافة:
وسائل الاتصال والإعلام: حيث قامت بعض الشركات الأمريكية مثلا عبر القنوات الفضائية والسينما وشبكة الإنترنت بنشر اللغة الإنجليزية وأنماط الاستهلاك الأمريكي.
الفنون: كالمسرح والموسيقى إضافة إلى تمرير خطابات إلى الأطفال عبر الرسوم متحركة.
* العلاقة بين العولمة والهوية الثقافية.


العلاقة بين العولمة و الهوية الثقافية

تهدف هذه الورقة إلى رسم إطار عام للعلاقة بين العولمة والهوية الثقافية كما يمكن أن ترصد اليوم في الوطن العربي، سواء كعلاقة قائمة بالفعل أو كما يمكن أن تقوم في المستقبل. وهي تستعيد بصورة أو بأخرى معطيات سبق تقريرها في أعمال سابقة. وبالتالي فالورقة تقدم أطروحات تؤخذ هنا كحقائق أو مسلمات سبق تبريرها في أعمال أخرى. هذه الأطروحات هي:
الأطروحة 1 : ليست هناك ثقافة عالمية واحدة ، بل ثقافات…
إننا نقصد بـ "الثقافة" هنا: ذلك المركب المتجانس من الذكريات والتصورات والقيم والرموز والتعبيرات والإبداعات والتطلعات التي تحتفظ لجماعة بشرية، تشكل أمة أو ما في معناها، بهويتها الحضارية، في إطار ما تعرفه من تطورات بفعل ديناميتها الداخلية وقابليتها للتواصل والأخذ والعطاء. وبعبارة أخرى إن الثقافة هي "المعبر الأصيل عن الخصوصية التاريخية لأمة من الأمم، عن نظرة هذه الأمة إلى الكون والحياة والموت والإنسان ومهامه وقدراته وحدوده، وما ينبغي أن يعمل وما لا ينبغي أن يأمل".
تلزم عن هذا التعريف، لزوما ضروريا، النتيجة التالية، تشكل قلب هذه الأطروحة وجوهرها، وهي أنه: ليست هناك ثقافة عالمية واحدة، وليس من المحتمل أن توجد في يوم من الأيام ، وإنما وجدت، وتوجد وستوجد، ثقافات متعددة متنوعة تعمل كل منها بصورة تلقائية، أو بتدخل إرادي من أهلها، على الحفاظ على كيانها ومقوماتها الخاصة. من هذه الثقافات ما يميل إلى الانغلاق والانكماش، ومنها ما يسعى إلى الانتشار والتوسع، ومنها ما ينعزل حينا وينتشر حينا آخر.
الأطروحة 2 : الهوية الثقافية مستويات ثلاثة: فردية، وجمعوية، ووطنية قومية. والعلاقة بين هذه المستويات تتحدد أساسا بنوع "الآخر" الذي تواجهه.
إن الهوية الثقافية كيان يصير، يتطور، وليست معطى جاهزا ونهائيا. هي تصير وتتطور، إما في اتجاه الانكماش وإما في اتجاه الانتشار، وهي تغتني بتجارب أهلها ومعاناتهم، انتصاراتهم وتطلعاتهم، وأيضا باحتكاكها سلبا وإيجابا مع الهويات الثقافية الأخرى التي تدخل معها في تغاير من نوع ما.
وعلى العموم، تتحرك الهوية الثقافية على ثلاثة دوائر متداخلة ذات مركز واحد:
- فالفرد داخل الجماعة الواحدة، قبيلة كانت أو طائفة أو جماعة مدنية (حزبا أو نقابة الخ…)، هو عبارة عن هوية متميزة ومستقلة. عبارة عن "أنا"، لها "آخر" داخل الجماعة نفسها: "أنا" تضع نفسها في مركز الدائرة عندما تكون في مواجهة مع هذا النوع من "الآخر".
- والجماعات، داخل الأمة، هي كالأفراد داخل الجماعة، لكل منها ما يميزها داخل الهوية الثقافية المشتركة، ولكل منها "أنا" خاصة بها و"آخر" من خلاله وعبره تتعرف على نفسها بوصفها ليست إياه.
- والشيء نفسه يقال بالنسبة للأمة الواحدة إزاء الأمم الأخرى. غير أنها أكثر تجريدا، وأوسع نطاقا، وأكثر قابلية للتعدد والتنوع والاختلاف.
هناك إذن ثلاثة مستويات في الهوية الثقافية، لشعب من الشعوب: الهوية الفردية، والهوية الجمعوية، والهوية الوطنية (أو القومية). والعلاقة بين هذه المستويات ليست قارة ولا ثابتة، بل هي في مد وجزر دائمين، يتغير مدى كل منهما اتساعا وضيقا، حسب الظروف وأنواع الصراع واللاصراع، والتضامن واللاتضامن، التي تحركها المصالح: المصالح الفردية والمصالح الجمعوية والمصالح الوطنية والقومية.
وبعبارة أخرى إن العلاقة بين هذه المستويات الثلاثة تتحدد أساسا بنوع "الآخر"، بموقعه وطموحاته: فإن كان داخليا، ويقع في دائرة الجماعة، فالهوية الفردية هي التي تفرض نفسها كـ"أنا"، وإن كان يقع في دائرة الأمة فالهوية الجمعوية (القبلية، الطائفية، الحزبية الخ) هي التي تحل محل "الأنا" الفردي. أما إن كان "الآخر" خارجيا، أي يقع خارج الأمة (والدولة والوطن) فإن الهوية الوطنية –أو القومية- هي التي تملأ مجال "الأنا".
الأطروحة 3 : لا تكتمل الهوية الثقافية إلا إذا كانت مرجعيتها: جماع الوطن والأمة والدولة.
لا تكتمل الهوية الثقافية، ولا تبرز خصوصيتها الحضارية، ولا تغدو هوية ممتلئة قادرة على نشدان العالمية، على الأخذ والعطاء، إلا إذا تجسدت مرجعيتها في كيان مشخص تتطابق فيه ثلاثة عناصر: الوطن والأمة والدولة.
الوطن: بوصفه "الأرض والأموات"، أو الجغرافية والتاريخ وقد أصبحا كيانا روحيا واحدا، يعمر قلب كل مواطن. الجغرافيا وقد أصبحت معطى تاريخيا. والتاريخ وقد صار موقعا جغرافيا.
الأمة: بوصفها النسب الروحي الذي تنسجه الثقافة المشتركة: وقوامها ذاكرة تاريخية وطموحات تعبر عنها الإرادة الجماعية التي يصنعها حب الوطن، أعني الوفاء لـ "الأرض والأموات"، للتاريخ الذي ينجب، والأرض التي تستقبل وتحتضن.
الدولة: بوصفها التجسيد القانوني لوحدة الوطن والأمة، والجهاز الساهر على سلامتهما ووحدتهما وحماية مصالحهما، وتمثيلهما إزاء الدول الأخرى، في زمن السلم كما في زمن الحرب. ولا بد من التمييز هنا بين "الدولة" ككيان مشخص ومجرد في الوقت نفسه، كيان يجسد وحدة الوطن والأمة، من جهة، وبين الحكومة أو النظام السياسي الذي يمارس السلطة ويتحدث باسمها من جهة أخرى. وواضح أننا نقصد هنا المعنى الأول.
وإذن، فكل مس بالوطن أو بالأمة أو بالدولة هو مس بالهوية الثقافية, والعكس صحيح أيضا: كل مس بالهوية الثقافية هو في نفس الوقت مس بالوطن والأمة وتجسيدهما التاريخي: الدولة.
الأطروحة 4 : ليست العولمة مجرد آلية من آليات التطور الرأسمالي بل هي أيضا، وبالدرجة الأولى، إيديولوجيا تعكس إرادة الهيمنة على العالم.
العولمة التي يجري الحديث عنها الآن: نظام أو نسق ذو أبعاد تتجاوز دائرة الاقتصاد. العولمة الآن نظام عالمي، أو يراد لها أن تكون كذلك، يشمل مجال المال والتسويق والمبادلات والاتصال الخ... كما يشمل أيضا مجال السياسة والفكر والإيديولوجيا.
والعولمة تعني في معناها اللغوي: تعميم الشيء وتوسيع دائرته ليشمل العالم كله. وهي تعني الآن، في المجال السياسي منظورا إليه من زاوية الجغرافيا ( الجيوبولتيك)، العمل على تعميم نمط حضاري يخص بلدا بعينه، هو الولايات المتحدة الأمريكية بالذات، على بلدان العالم أجمع. ليست العولمة مجرد آلية من آليات التطور "التلقائي" للنظام الرأسمالي، بل إنها، أيضا، وبالدرجة الأولى دعوة إلى تبني نموذج معين. وبعبارة أخرى، فالعولمة ، إلى جانب أنها تعكس مظهرا أساسيا من مظاهر التطور الحضاري الذي يشهده عصرنا، هي أيضا إيديولوجيا تعبر بصورة مباشرة، عن إرادة الهيمنة على العالم وأمركته. وقد حددت وسائلها لتحقيق ذلك في الأمور التالية:
1- استعمال السوق العالمية أداة للإخلال بالتوازن في الدول القومية، في نظمها وبرامجها الخاصة بالحماية الاجتماعية.
2- اتخاذ السوق والمنافسة التي تجري فيها مجالا لـ"الاصطفاء"، بالمعنى الدارويني للكلمة، أي وفقا لنظرية داروين في "اصطفاء الأنواع والبقاء للأصلح". وهذا يعني أن الدول والأمم والشعوب التي لا تقدر على "المنافسة" سيكون مصيرها ، بل يجب أن يكون، الانقراض.
3- إعطاء كل الأهمية والأولوية للإعلام لإحداث التغييرات المطلوبة على الصعيد المحلي والعالمي، باعتبار أن "الجيوبوليتيك"، أو السياسة منظورا إليها من زاوية الجغرافيا، وبالتالي الهيمنة العالمية، أصبحت تعني اليوم مراقبة "السلطة اللامادية"، سلطة تكنولوجية الإعلام التي ترسم اليوم الحدود في "الفضاء السيبرنيتي": حدود المجال الاقتصادي السياسي التي ترسمها وسائل الاتصال الإلكترونية المتطورة.
وهكذا فبدلا من الحدود الثقافية، الوطنية والقومية، تطرح إيديولوجيا العولمة "حدودا" أخرى، غير مرئية، ترسمها الشبكات العالمية قصد الهيمنة على الاقتصاد والأذواق والفكر والسلوك.
ِالأطروحة 5 :العولمة شيء و"العالمية" شيء آخر. العالمية تفتح على العالم، على الثقافات الأخرى، واحتفاظ بالاختلاف الثقافي وبالخلاف الإيديولوجي. أما العولمة فهي نفي للآخر وإحلال للاختراق الثقافي محل الصراع الإيديولوجي.
العولمة GLOBALISATION إرادة للهيمنة وبالتالي قمع وإقصاء للخصوصي. أما العالمية UNIVERSALITE UNIVERSALISME. فهي طموح إلى الارتفاع بالخصوصية إلى مستوى عالمي. العولمة احتواء للعالم، والعالمية تفتح على ما هو عالمي وكوني.
نشدان العالمية في المجال الثقافي، كما في غيره من المجالات، طموح مشروع، ورغبة في الأخذ والعطاء، في التعارف والحوار والتلاقح. إنها طريق الأنا للتعامل مع "الآخر" بوصفه "أنا ثانية"، طريقها إلى جعل الإيثار يحل محل الأثرة. أما العولمة فهي طموح بل إرادة لاختراق "الآخر" وسلبه خصوصيته، وبالتالي نفيه من "العالم". العالمية إغناء للهوية الثقافية، أما العولمة فهي اختراق لها وتمييع.
والاختراق الثقافي الذي تمارسه العولمة يريد إلغاء الصراع الإيديولوجي والحلول محله.. الصراع الإيديولوجي صراع حول تأويل الحاضر وتفسير الماضي والتشريع للمستقبل، أما الاختراق الثقافي فيستهدف الأداة التي يتم بها ذلك التأويل والتفسير والتشريع: يستهدف العقل والنفس ووسيلتهما في التعامل مع العالم: "الإدراك".
لقد حل هذا اللفظ اليوم - الإدراك- محل لفظ آخر كان كثير الاستعمال بالأمس، في عصر الصراع الإيديولوجي، لفظ "الوعي" (الوعي الطبقي، الوعي القومي، الوعي الديني…). كان الصراع الإيديولوجي وما يزال يستهدف تشكيل الوعي، تزييفه أو تصحيحه الخ، أما "الاختراق الثقافي" فهو يستهدف أول ما يستهدف السيطرة على الإدراك، اختطافه وتوجيهه، وبالتالي سلب الوعي، والهيمنة على الهوية الثقافية الفردية والجماعية.
في زمن الصراع الإيديولوجي كانت وسيلة تشكيل الوعي هي الإيديولوجيا، أما في زمن الاختراق الثقافي فوسيلة السيطرة على الإدراك هي الصورة السمعية البصرية التي تسعى إلى "تسطيح الوعي"، إلى جعله يرتبط بما يجري على السطح من صور ومشاهد ذات طابع إعلامي إشهاري، مثير للإدراك، مستفز للانفعال، حاجب للعقل…
و بالسيطرة على الإدراك، وانطلاقا منها، يتم "إخضاع النفوس"، أعني تعطيل فاعليةالعقل، وتكييف المنطق، والتشويش على نظام القيم، وتوجيه الخيال، وتنميط الذوق، وقولبة السلوك. والهدف تكريس نوع معين من الاستهلاك لنوع معين من المعارف والسلع والبضائع: معارف إشهارية تشكل في مجموعها ما يمكن أن نطلق عليه "ثقافة الاختراق".
الأطروحة 6 : ثقافة الاختراق تقوم على جملة أوهام هدفها: "التطبيع" مع الهيمنة وتكريس الاستتباع الحضاري.
تتولى القيامَ بعملية تسطيح الوعي، واختراق الهوية الثقافية للأفراد والأقوام والأمم، ثقافةٌ جديدة تماما لم يشهد التاريخ من قبل لها مثيلا: ثقافة إشهارية إعلامية سمعية وبصرية تصنع الذوق الاستهلاكي (الاشهار التجاري) والرأي السياسي (الدعاية الانتخابية) وتشيد رؤية خاصة للإنسان والمجتمع والتاريخ، إنها "ثقافة الاختراق" التي تقدمها العولمة بديلا للصراع الإيديولوجي.
ولا يعني حلول الاختراق الثقافي محل الصراع الإيديولوجي موت الإيديولوجيا، كما يريد المبشرون بالعولمة أن يوهموا الناس.. كلا إن الاختراق الثقافي ، بالعكس من ذلك، مُحَمَّلٌ بإيديولوجيا معينة، هي إيديولوجيا الاختراق، وهي تختلف عن الإيديولوجيات المتصارعة، كالرأسمالية والاشتراكية، في كونها لا تقدم مشروعا للمستقبل، لا تقدم نفسها كخصم لبديل آخر تسميه وتقاومه، وإنما تعمل على اختراق الرغبة في البديل وشل نشدان التغيير لدى الأفراد والجماعات.
إيديولوجيا الاختراق تقوم على نشر وتكريس جملة أوهام، هي نفسها "مكونات الثقافة الإعلامية الجماهيرية في الولايات المتحدة الأمريكية"، وقد حصرها باحث أمريكي في الأوهام الخمسة التالية: وهم الفردية، وهم الخيار الشخصي، وهم الحياد، وهم الطبيعة البشرية التي لا تتغير، وهم غياب الصراع الاجتماعي. وإذا نحن أردنا أن نوجز في عبارة واحدة مضمون هذه المسلمات الخمس، أمكن القول إن "الثقافة الإعلامية الجماهيرية" الأمريكية، هذه، تكرس إيديولوجيا "الفردية المستسلمة"، وهي إيديولوجيا تضرب في الصميم الهوية الثقافية بمستوياتها الثلاثة، الفردية والجمعوية والوطنية القومية.
إن "وهم الفردية"، أي اعتقاد المرء في أن حقيقة وجوده محصورة في فرديته وأن كل ما عداه أجنبي عنه لا يعنيه، إنما يعمل -هذا الوهم- على تخريب وتمزيق الرابطة الجماعية التي تجعل الفرد يعي أن وجوده إنما يكمن في كونه عضوا في جماعة وفي طبقة وأمة، وبالتالي فوهم الفردية هذا إنما يهدف إلى إلغاء الهوية الجمعوية والطبقية والوطنية القومية، وكل إطار جماعي آخر.، ليبقى الإطار "العالمي" –بل العولمي- هو وحده الموجود…
أما "وهم الخيار الشخصي" فواضح أنه يرتبط بالأول ويكمله. إنه، باسم الحرية، يكرس النزعة الأنانية ويعمل على طمس الروح الجماعية سواء كانت على صورة الوعي الطبقي أو الوعي القومي أو الشعور الإنساني.
ويأتي "وهم الحياد" ليدفع بالأمور خطوة أخرى في الاتجاه نفسه: فمادام الفرد وحده الموجود، ومادام حرا مختارا فهو "محايد"، وكل الناس والأشياء إزاءه "محايدون" أو يجب أن يكونوا كذلك. وهكذا تعمل هذه الإيديولوجيا من خلال "وهم الحياد" على تكريس التحلل من كل التزام أو ارتباط بأية قضية. ومن هنا ذلك الشعار الذي انتشر في السنين الأخيرة: شعار: "وانا مالي".
وأما الوهم الرابع وهو "الاعتقاد في الطبيعة البشرية التي لا تتغير"، فواضح أنه يرمي إلى صرف النظر عن رؤية الفوارق بين الأغنياء والفقراء، بين البيض والسود، بين المستغلين وبين من هم ضحايا الاستغلال، وقبولها -أعني تلك الفوارق- بوصفها أمورا طبيعية كالفوارق بين الليل والنهار والصيف والشتاء، وبالتالي شل روح المقاومة في الفرد والجماعة.
ويأتي الوهم الخامس صريحا في منطوقه ومفهومه: إن "الاعتقاد في غياب الصراع الاجتماعي" هو التتويج الصريح للأوهام السابقة: غياب الصراع الاجتماعي معناه -إذا قبلناه وسلمنا به- الاستسلام للجهات المستغلة، من شركات ووكالات وغيرها من أدوات العولمة. وبعبارة أخرى التطبيع" مع الهيمنة والاستسلام لعملية الاستتباع الحضاري الذي يشكل الهدف الأول والأخير للعولمة.
الأطروحة 7 : العولمة نظام يعمل على إفراغ الهوية الجماعية من كل محتوى ويدفع للتفتيت والتشتيت،. ليربط الناس بعالم اللاوطن واللاأمة واللادولة، أو يغرقهم في أتون الحرب الأهلية.
ومع التطبيع مع الهيمنة والاستسلام لعملية الاستتباع الحضاري يأتي فقدان الشعور بالانتماء لوطن أو أمة أو دولة، وبالتالي إفراغ الهوية الثقافية من كل محتوى. إن العولمة عالم بدون دولة، بدون أمة، بدون وطن. إنه عالم المؤسسات والشبكات العالمية، عالم "الفاعلين"، وهم المسيرون، و"المفعول فيهم" وهم المستهلكون للسلع والصور و"المعلومات" والحركات والسكنات التي تفرض عليهم. أما "وطنهم" فهو الفضاء "المعلوماتي" الذي تصنعه شبكات الاتصال، الفضاء الذي يحتوي –يسيطر ويوجه- الاقتصاد والسياسة والثقافة.
العولمة نظام يقفز على الدولة والأمة والوطن. نظام يريد رفع الحواجز والحدود أمام الشبكات والمؤسسات والشركات المتعددة الجنسية، وبالتالي إذابة الدولة الوطنية وجعل دورها يقتصر على القيام بدور الدركي لشبكات الهيمنة العالمية. والعولمة تقوم على الخوصصة، أي على نزع ملكية الوطن والأمة والدولة ونقلها إلى الخواص في الداخل والخارج. وهكذا تتحول الدولة إلى جهاز لا يملك ولا يراقب ولا يوجه. وإضعاف سلطة الدولة والتخفيف من حضورها لفائدة العولمة يؤديان حتما إلى استيقاظ وإيقاظ أطر للانتماء سابقة على الأمة والدولة، أعني القبيلة والطائفة والجهة والتعصب المذهبي الخ… والدفع بها جميعا إلى التقاتل والتناحر والإفناء المتبادل: إلى تمزيق الهوية الثقافية الوطنية القومية… إلى الحرب الأهلية.
ولا بد من الـتأكيد هنا على أن مفهوم الهوية الثقافية القومية الذي نستعمله هنا، بمعنى الهوية المشتركة لجميع أبناء الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، لا يعني قط إلغاء ولا إقصاء الهويات الوطنية القطرية ولا الهويات الجمعوية، الإثنية و الطائفية. إنه لا يعني فرض نمط ثقافي معين على الأنماط الثقافية الأخرى، المتعددة والمتعايشة، عبر تاريخنا المديد، داخل الوطن العربي الكبير. كلا، إن التعدد الثقافي في الوطن العربي واقعة أساسية لا يجوز القفز عليها، بل بالعكس لا بد من توظيفها بوعي في إغناء وإخصاب الثقافة العربية القومية وتوسيع مجالها الحيوي . ولكن تبقى مع ذلك كله الوظيفة التاريخية لهذه الثقافة، وظيفة التوحيد المعنوي، الروحي والعقلي، وظيفة الارتفاع ب "الوطن العربي " من مجرد رقعة جغرافية إلى وعاء للأمة العربية لا تكون إلا به ولا يكون إلا بها.
هذا من جهة ومن جهة أخرى، فاللغة المشتركة بين جميع أبناء الأمة العربية، لغة التراث المشترك، ولغة العلم والثقافة العالمة جملة، وبالتالي لغة التحديث والحداثة هي اللغة العربية. ولذلك كانت اللغة العربية هي، في آن واحد، الرابطة المتينة التي توحد بين مستويات الهوية في الوطن العربي، أعني المستوى الفردي والمستوى الجمعوي والمستوى الوطني والقومي، وأيضا الأداة الوحيدة التي بها يمكن العرب الدخول في العالمية وتحقيق الحداثة.
الأطروحة 8 : العولمة وتكريس الثنائية والانشطار في الهوية الثقافية العربية
كلنا نعرف أن الثقافة العربية تعاني، منذ ما يقرب من قرنيـن، وضعا متوترا نتيجة احتكاكها مع الثقافة الغربية، بتقنياتها وعلومها وقيمها الحضارية التي هي نتيجة تطور خاص قوامه التحديث والحداثة، تطور لم تعشه الثقافة العربية، بل بقيت بمعزل عنه تجتر وضعا قديما توقف عن النمو منذ قرون.
ومن هنا تلك الثنائية التي تطبع الثقافة العربية بمختلف مستوياتها المادية والروحية، ثنائية التقليدي والعصري. وهي ثنائية تكرس الازدواجية والانشطار داخل الهوية الثقافية العربية بمستوياتها الثلاثة: الفردي والجمعوي والوطني القومي:أحد طرفي هذه الثنائية يعكس الهوية الثقافية على صورة "جمود على التقليد" ضمن قوالب ومفاهيم وآليات دفاعية تستعصي على الاختراق وتقاوم التجديد. والآخر يجسم الاختراق الثقافي وقد اكتسح الساحة اكتساحا ليتحول إلى ثقافة الاختراق، أعني الثقافة المبشرة به المكرسة له.
في هذا الإطار إذن يجب أن نضع خصوصية العلاقة بين العولمة والهوية الثقافية عندما يتعلق الأمر بالوطن العربي. فالاختراق الثقافي الذي تمارسه العولمة لا يقف عند حدود تكريس الاستتباع الحضاري بوجه عام، بل إنه سلاح خطير يكرس الثنائية والانشطار في الهوية الوطنية القومية، ليس الآن فقط بل وعلى مدى الأجيال الصاعدة والقادمة. ذلك أن الوسائل السمعية البصرية، المرئية واللامرئية التي تحمل هذا الاختراق وتكرسه إنما تملكها وتستفيد منها فئة معينة هي النخبة العصرية وحواشيها، فهي التي تستطيع امتلاكها والتعامل مع لغاتها الأجنبية، بحكم التعليم "العصري" الذي تتلقاه. أما "عموم الشعب" وعلى رأسه النخبة التقليدية فهو في شبه عزلة، يجتر بصورة أو بأخرى ثقافة "الجمود على التقليد". والنتيجة استمرار إعادة إنتاج متواصلة ومتعاظمة للثنائية نفسها، ثنائية التقليدي والعصري، ثنائية الأصالة والمعاصرة، في الثقافة والفكر والسلوك.
الأطروحة 9 : إن تجديد الثقافة، أية ثقافة، لا يمكن أن يتم إلا من داخلها: بإعادة بنائها وممارسة الحداثة في معطياتها وتاريخها، والتماس وجوه من الفهم والتأويل لمسارها تسمح بربط الحاضر بالماضي في اتجاه المستقبل.
ما العمل إزاء هذه السلبيات والأخطار التي تطبع علاقة العولمة بالعرب على صعيد الهوية الثقافية؟
هناك موقفان سهلان، وهما السائدان: موقف الرفض المطلق وسلاحه الانغلاق الكلي وما يتبع ذلك من ردود فعل سلبية محاربة… وموقف القبول التام للعولمة وما تمارسه من اختراق ثقافي واستتباع حضاري، شعاره "الانفتاح على العصر" و"المراهنة على الحداثة".
لا مفر من تصنيف هذين الموقفين ضمن المواقف اللاتاريخية التي تواجه المشاكل، لا بعقل واثق بنفسه متمكن من قدراته، وإنما تستقبلها بعقل "مستقيل" لا يرى صاحبه مخرجا من المشاكل إلا بالهروب منها، إما إلى الوراء وإما إلى الأمام، كل سلاحه رؤية سحرية للعالم تقفز على الواقع إلى اللاواقع.
إن الانغلاق موقف سلبي ، غير فاعل . ذلك لأن فعله "الموجه" ضد الاختراق الثقافي - أي محاربته له - لا ينال الاختراق ولا يمسه ولا يفعل فيه أي فعل ، بل فعله موجه كله إلى الذات قصد "تحصينها". والتحصين إنما يكون مفيدا عندما يكون المتحاربان على نسبة معقولة من تكافؤ القوى والقدرات. أما عندما يتعلق الأمر بظاهرة عالمية تدخل جميع البيوت وتفعل فعلها بالإغراء والعدوى والحاجة، ويفرضها أصحابها فرضا بتخطيط واستراتيجية، فإن الانغلاق في هذه الحالة ينقلب إلى موت بطيء ، قد تتخلله بطولات مدهشة ولكن صاحبه محكوم عليه بالإخفاق .
ومثل الانغلاق مثل مقابله: الاغتراب . إن ثقافة الاغتراب ، أعني إيديولوجيا الارتماء في أحضان العولمة والاندماج فيها ، ثقافة تنطلق من الفراغ، أي من اللاهوية، وبالتالي فهي لا تستطيع أن تبني هوية ولا كيانا. يقول أصحاب هذا الموقف: إنه لا فائدة في المقاومة ولا في الالتجاء إلى التراث ، بل يجب الانخراط في العولمة من دون تردد ومن دون حدود، لأنها ظاهرة حضارية عالمية لا يمكن الوقوف ضدها ولا تحقيق التقدم خارجها. إن الأمر يتعلق بـ "قطار يجب أن نركبه" وهو ماض في طريقه بنا أو بدوننا. ولا يوضح أصحاب هذه الدعوى هل سنبزر هوياتنا عند ركوب القطار أم أننا سنرطبه بدون هوية، بدون ورقة تعريف!؟
وبعيدا عن مناقشة جدالية لهذه الدعوى، يكفي التنبيه إلى أنها نفس الدعوى التي سبق أن ادعاها ونادى بها مفكرون عرب رواد منذ أزيد من قرن، ومنذ ذلك الوقت وهي تتردد وتتكرر هنا وهناك في الوطن العربي ، تبنتها حكومات وأحزاب فضلا عن الأفراد… ومع ذلك فحصيلة قرن كامل من التبشير بهذه الدعوى – دعوى "الاغتراب"- لم تنتج سوى فئة من "العصرانيين " قليلة العدد، نشاهد اليوم تناقصا نسبيا واضحا في حجمها، بينما ازداد ويزداد الطرف المقابل لها عددا وعدة، كما وكيفا، في جميع الأقطار العربية وداخل جميع الشرائح الاجتماعية. وهكذا فبدلا من تيارات "حداثية" تمارس الهيمنة والقيادة تستقطب الأجيال الصاعدة، بدلا من ذلك يسود الحديث عن "الأصولية الدينية " بوصفها الظاهرة المهيمنة.
أما نحن فنرى أن الجواب الصحيح عن سؤال "ما العمل"؟ –سواء إزاء الثنائية والانشطار الذين تعاني منهما الثقافة العربية، أو إزاء الاختراق الثقافي وإيديولوجيا العولمة- يجب أن ينطلق أولا وقبل كل شيء من العمل داخل الثقافة العربية نفسها. ذلك لأنه سواء تعلق الأمر بالمجال الثقافي أو بغيره ، فمن المؤكد أنه لولا الضعف الداخلي لما استطاع الفعل الخارجي أن يمارس تأثيره بالصورة التي تجعل منه خطرا على الكيان والهوية.
إن الثنائية والانشطار -اللذين تحدثنا عنهما واللذين يشكلان نقطة الضعف الخطيرة في واقعنا الثقافي الراهن التي منها يمارس الاختراق تأثيره التخريبي- إنما يعكسان وضعية ثقافة لم تتم بعد إعادة بنائها، ثقافة يتزامن فيها القديم والجديد، والأصيل والوافد، في غير ما تفاعل ولا اندماج . وهذا راجع إلى أن التجديد في ثقافتنا كان يراد له ، منذ أزيد من قرن ، أن يتم من "الخارج": بنشر الفكر الحديث على سطحها. لقد سبق لنا أن أكدنا مرارا على أن تجديد الثقافة، أية ثقافة، لا يمكن أن يتم إلا من داخلها: بإعادة بنائها وممارسة الحداثة في معطياتها وتاريخها، والتماس وجوه من الفهم والتأويل لمسارها تسمح بربط الحاضر بالماضي في اتجاه المستقبل. ونعود فنؤكد هنا هذا المعنى.
الأطروحة 10: ِإن حاجتنا إلى الدفاع عن هويتنا الثقافية بمستوياتها الثلاثة، لا تقل عن حاجتنا إلى اكتساب الأسس والأدوات التي لا بد منها لدخول عصر العلم والتقانة، وفي مقدمتها العقلانية والديموقراطية.
إن حاجتنا إلى تجديد ثقافتنا وإغناء هويتنا والدفاع عن خصوصيتنا ومقاومة الغزو الكاسح الذي يمارسه ، على مستوى عالمي ، إعلاميا وبالتالي إيديولوجيا وثقافيا، المالكون للعلم والتقانة المسخرون لهما لهذا الغرض ، لا تقل عن حاجتنا إلى اكتساب الأسس والأدوات التي لا بد منها لممارسة التحديث ودخول عصر العلم والتقانة، دخول الذوات الفاعلة المستقلة وليس دخول "الموضوعات" المنفعلة المسيرة.
نحن في حاجة إلى التحديث ، أي إلى الانخراط في عصر العلم والتقانة كفاعلين مساهمين. ولكننا في حاجة كذلك إلى مقاومة الاختراق وحماية هويتنا القومية وخصوصيتنا الثقافية من الانحلال والتلاشي تحت تأثير موجات الغزو الذي يمارس علينا وعلى العالم أجمع بوسائل العلم والتقانة. وليست هاتان الحاجتان الضروريتان متعارضتين كما قد يبدو لأول وهلة، بل بالعكس هما متكاملتان ، أو على الأصح متلازمتان تلازم الشرط مع المشروط .
ذلك لأنه من الحقائق البديهية في عالم اليوم أن نجاح أي بلد من البلدان ، النامية منها أو التي هي في "طريق " النمو، نجاحها في الحفاظ على الهوية والدفاع عن الخصوصية، مشروط أكثر من أي وقت مضى بمدى عمق عملية التحديث الجارية في هذا البلد، عملية الانخراط الواعي ، النامي والمتجذر، في عصر العلم والتقانة
والوسيلة في كل ذلك واحدة: اعتماد الإمكانيات اللامحدودة التي توفرها العولمة نفسها، أعني الجوانب الإيجابية منها وفي مقدمتها العلم والتقانة. وهذا ما نلمسه بوضوح في تخطيطات الدول الأوروبية التي يُدَق في كثير منها ناقوسُ خطر "الغزو الأمريكي " الإعلامي الثقافي الذي يتهددها، في لغتها وسلوك أبنائها وتصوراتهم الجمعية، والذي يوظف أرقى وسائل العلم والتقانة - ومنها الأقمار الصناعية - في اكتساح مختلف الحقول المعرفية والخصوصيات الثقافية.
إن أوربا اليوم تتحدث حديث الخصوصية والأصالة، وتتحدث عن "الهوية الأوربية" تعزيزا لسيرها الجدي على طريق تشييد الوحدة بين شعوبها وأقطارها، بخطوات عقلانية محسوبة في إطار من الممارسة الديموقراطية الحق. وهي بذلك تقدم لمستعمراتها القديمة، لأقطار العالم الثالث كله، نموذجا صالحا للإقتداء به بعد ملاءمته مع الخصوصيات المحلية.
إن جل الحكومات العربية، إن لم يكن جميعها، تسعى اليوم لتحقيق "الشراكة" مع أوربا، الشراكة في مجال الاقتصاد، وأيضا في مجال الثقافة. ومع أن هذه الشراكة المطلوبة تمليها على الجانبين ظرفية تحكمها المصالح القومية فإنه لاشيء يضمن تحولها إلى عولمة أخرى داخل العولمة الكبرى، غير شيء واحد، هو بناء الشراكة في الداخل كما في الخارج على الديموقراطية والعقلانية.
فهل للشعوب العربية أن تطالب بالشراكة مع أوربا في مجال اعتماد العقلانية والديمقراطية، في الفكر والسلوك، في التخطيط والإنجاز، في الاقتصاد والسياسة والاجتماع والثقافة؟
العولمة نظام système ، والنظام لا يقاوم من خارجه إلا بنظام مكافئ له أو متفوق عليه. ونحن في العالم العربي نعيش حالة اللانظام. ليس لدينا نظام عربي يكافئ النظام العالمي للعولمة. فلا سبيل إذن إلى مقاومة سلبيات العولمة إلا من داخل العولمة نفسها، بأدواتها وبإحراجها في قيمها وتجاوزاتها. وأيضا بفرض نوع من النظام على الفوضى العربية القائمة، فوضى اللانظام ؟
 
 
 

العيد بعيون اماراتية

العيد في دولة الامارات العربية المتحدة

تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بعيد الفطر المبارك من خلال عادات وتقاليد راسخة تجمعها بكثير من المجتمعات العربية والإسلامية في هذه المناسبات السعيدة.
وتتسم مباهج العيد في الإمارات بارتباطها بالعادات والتقاليد والموروث الشعبي الذي يحرص عليه الآباء والأسرة عموما بدءا من الخروج إلى مصليات العيد في الصباح لتنطلق الألسن بالتكبير والتهليل معلنة بداية مظاهر اليوم الأول بتأدية هذه الشعيرة المباركة.
ثم تبادل التهاني والتبريكات بين أفراد المجتمع ومن ثم يتم اجتماع أفراد كل منطقة في مجلس عام أو منزل إحدى الشخصيات الاجتماعية البارزة يتبادلون خلاله التهاني ويتناولون وجبات العيد الشعبية المتعارف عليها كوجبة الهريس المعروفة والحلوى والقهوة العربية في أجواء اجتماعية تنم عن الترابط والتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع.
وفي العصر تصطف فرق الفنون الشعبية في الساحات والميادين العامة مطلقة أهازيجها بالتزامن مع أدائها الحركي المتميز كالعيالة والحربية والتي عادة ما تتغنى في هذا اليوم بهذه المناسبة السعيدة.
وفي هذا السياق استرجع المواطن عبدالله المزروعي ، 70 عاما، ذكرياته التي لملمها أمام مرأى عينيه، وقال: إن الاستعداد للعيد في الماضي كانت تشوبه حركة غير طبيعية فكل الأشياء كانت تحضر قبل 3 أيام من تجهيز لمائدة العيد وشراء الطيب والبخور اللازم (وعاداتنا لم تتبدل مع الأيام ومازلنا نمارس طقوسها.
ومع أول ساعة من صباح العيد يتجمع الناس لصلاة العيد وبعد الصلاة يقوم الناس بتهنئة بعضهم البعض في المصلى بترديد عبارة "كل عام وأنتم بخير" و"عساكم من عواده" و" تقبل الله طاعتكم" وغيرها ثم يذهب الناس إلى منازلهم استعدادا للزيارات العائلية واستقبال الضيوف من الأهل والأقارب).

ذكريات جميلة

وتنتقل ذاكرة المزروعي من زوايا المنزل إلى أزقة الفرجان والأحياء وقال: (في هذه الصدد إن الزيارات المتبادلة مازال لها رونقها الخاص في كل بيت، فالمقتدرون يقدمون الهدايا والعيدية والبعض يقدم الحلويات فكل حسب عطائه وطبقته الاجتماعية والكل يقدر الآخر كنوع من التضامن الاجتماعي فالمجالس مفتوحة والأطفال ينتقلون من منزل إلى آخر).
ويستذكر العيد في الماضي موضحا (في الصغر كنا نلعب في أزقة منازلنا وكانت لدينا ألعابنا البسيطة التي نحصل عليها، كما أن بعض الأطفال يفترشون الأرض ويبيعون بعض الحلويات كنوع من التقليد للكبار والشعور بأنهم تجار).
وأضاف: (الأسواق أيام أول كانت صغيرة وتعج بالحركة من العصر لاكتظاظها بالمتسوقين من أجل تجهيز أغراض العيد واليوم لم يعد كما كان سابقا)، وأرجع ذلك إلى تنوع وانتشار المجمعات الاستهلاكية والمراكز التجارية ومع وجود أيضا أماكن ترفيه مختلفة تناسب كل الأذواق.
وقال: (إن الحياة تعقدت وما عادت الفرجان هي الملجأ الأساسي فسابقا الكل يعرفك وتوجد بعض من المشاعر الحميمية بين الناس، أما اليوم فالجار لا يعرفك في المدن الجديدة لكن بعض القرى وبعض المدن الصغيرة مازالت تحتفظ بأصالتها العريقة كما أن رائحة العيد كانت تستمر 3 أيام متواصلة من تبادل الزيارات والتواصل بينما في الوقت الحاضر فمنذ حلول العصر لليوم الأول تتلاشى رائحة العيد ولا تشعر بها.

عادات راسخة

من جانبها، قالت المواطنة عائشة سلطان عبدالله ،75 عاما: (الشكل العام للاحتفال بعيد الفطر لم يتغير فالأم تحرص قبل قدوم العيد على ترتيب المنزل وتنظيفه وتحضير متطلبات الوجبات الغذائية خاصة التي تحرص العائلة الإماراتية على تجهيزها أيام العيد مثل الحلويات والخبز بشتى أنواعه، ومنها الخنفروش وخبز المحلى والرقاق والجباب والخبيصة والهريس، والهريس أكلة مشهورة وتتكون من اللحم والقمح والماء والبلاليط والساقو واللقيمات والأخيرة لها شعبية كبيرة.
إضافة إلى أشكال أخرى من الحلويات والقهوة العربية وأنواع مختلفة من التمور كل هذا يقدم صباحا، أما المالح الذي لا يستغنى عنه بمائدة عيد الفطر يقدم على مائدة الغداء أول يوم العيد إذ يجتمع الأهل والأصدقاء على وليمة تتكون من السمك المالح ويقدم مع أرز أبيض يغسل ويفور ويقدم مزينا بقطع الليمون والبصل.
كما يقدم على مرق ويسمى مرق مردودة وهي على شكل صالونة بالبصل والطماطم والثوم ومختلف التوابل ويقدم مع الأرز وهذه التقاليد ما زالت موجودة وحافظت عليها الأسرة الإماراتية وان دخلت إلى موائدنا البقلاوة والكنافة وغيرها).
وأوضحت: (أن تقديم مثل هذه الوجبات من العادات الجميلة والتقليدية التي عرفت في الإمارات ومارسها آباؤنا وأجدادنا منذ زمن طويل ولا يزال الجيل الحالي يحافظ عليها كونها من العادات الطيبة التي نحرص جميعا على استمرارها وحتى جيل الشباب الحالي يحرص على المساهمة بفعالية في مراسم تجهيز هذه الأكلات حيث إنها تقليد متبع في العيد كما يحرص الآباء على تعليم وتشجيع أبنائهم على هذه العادة الطيبة ويكونون بالتالي قد ساهموا في ديمومة هذه العادة التي كان يمارسها أفراد المجتمع منذ فترة طويلة).

استعدادات ضرورية

وأشارت إلى أن النساء والفتيات يستعددن لنقش أيديهن بالحناء الحمراء ليلة العيد واليوم يتفنن بها ويرسمن أشكالا فريدة وعجيبة بألوان مختلفة في مراكز التجميل التي تشهد طلبا وتنتعش سوقها قبل وأيام العيد.
وقالت: (الفتيات من جانبهن في الماضي يحرصن على تجهيز ثياب للعيد وهذه تكون حسب إمكانية دخل الأب فبعض الفتيات يجهزن فساتين بعدد أيام العيد وأخريات يكتفين بثوب واحد واليوم تتقابل الفتيات من خلال التجمعات والقيام بزيارات إلى الأهل والأصدقاء وربما قضاء يوم كامل في بيت الجد او كبير الأسرة وهكذا).
وأضافت عائشة: (الصغار في العيد أوفر حظاً من الكبار حيث يتلقون (العيدية) وهي عبارة عن هدايا مالية من أقاربهم وإخوانهم ويحرص الكبار على تجهيز العيدية من خلال زيارة البنوك وطلب الخردة (النقود) ويتم توزيعها لمرة واحدة على كل طفل وطوال أيام العيد).
وعن العيدية، قالت: (من الأولويات المهمة التي يحرص الآباء على تجهيزها قبل العيد وهي غالبا ما تكون مبالغ نقدية يعطيها الأب أو الأخ أو الأخت وربما الجدة ما قبل العيد أو في صباح اليوم الأول ويحرص الأشخاص الذين يعطون العيديات ان تكون عملة جديدة ولم يسبق لها أن تم تداولها ولذلك فهناك زخم كبير وطلب على تلك المبالغ وفي الماضي كانت العيدية عبارة عن عملة نقدية من المعدن.
وكنا نفرح بها كثيرا والآن هذه العملة لا يرضى بها الطفل وهناك بعض الأطفال يستغلون تلك العيديات ويجمعونها لتكون ادخارا جديدا لشراء أشياء مهمة أما البنات فغالبا ما يشترين اللعب والحقائب الصغيرة وغيرها).

عيد الأطفال

وأضافت(كذلك يحظى الصغار بالذهاب إلى الحدائق وركوب "المراجيح" وتناول الأنواع المختلفة من المأكولات المجهزة ويشاركون في التسابق والدخول إلى الألعاب العصرية التي وفرتها ملاعب الأطفال والتمتع بأوقات العيد".
وتتحول سماء الإمارات في العيد إلى (قوس قزح) بألوان الألعاب النارية التي ستزينها ومن المؤكد أنها ستنال أعجاب الجميع خاصة الذين يرغبون في الاحتفال وسط أجواء صاخبة .

زينة

تزدان شوارع الإمارات بالأعلام واللوحات الضوئية التي تكتب عليها عبارات معايدة مثل (عساكم من عواده) أو (مبارك عليكم العيد) لتبهر المارين فيها وتضعهم في أجواء العيد المميزة وتدخل الفرح إلى قلب الكثيرين.

مقومات العيد تناسب احتياجات جميع الزوار

تعتبر الإمارات هذا العام وجهة سياحية تستقبل الزوار الذين رغبوا بقضاء عطلة عيد الفطر السعيد متنقلين بين مدنها ومناطقها التي وفرت كل مقومات الفرح والاحتفال للكبار والصغار منهم.
وتتنوع مقومات العيد في الإمارات لتناسب ذوق واحتياجات كل مواطن ومقيم وكل زائر جديد فمن يرغب بقضاء العيد بطريقة تقليدية في أماكن تجمع بين أصالة الماضي والحاضر عيده فسيكون أفضل في العين وأبوظبي والفجيرة ورأس الخيمة حيث الحصون والقلاع التي تركها التاريخ لا زالت تشهد على ماضي الإمارات العريق.
ومن يرغب في زيارة الأماكن الدينية والإسلامية عليه ان يؤدي صلاة العيد في جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي ثم التوجه إلى مدينة الشارقة ذات الطابع الإسلامي ولا يفوته ان يمر على واجهة المجاز المائية المطلة على بحيرة خالد للاستمتاع بعدد كبير من الفعاليات الترفيهية.
وتستقبل دبي درة الخليج العيد بأجواء احتفالية تنشر الفرحة والسعادة لكل زوارها الذين يداومون كل سنة على حضور الدورة الخامسة من مهرجان /العيد في دبي/ باعتباره من أهم الفعاليات والمهرجانات الاحتفالية على المستويين الإقليمي والدولي.
ويتسم المهرجان بطابع فريد ومميز اذ انه يحتضن سنويا زوارا من مختلف الجنسيات والأعمار ليجد فيه الجميع ضالته عبر برامج ترفيهية للكبار والصغار وعروض موسيقية وتراثية شعبية.

مجموعة ماجد الفطيم


تعد مجموعة ماجد الفطيم من اكبر واهم الشركات الكبرى في الامارات ودول الشرق الاوسط. 

ظهرت أول بوادر مجموعة ماجد الفطيم لأول مرة عندما قام ماجد الفطيم بافتتاح أول مركز تسوق في الإمارات عام 1995[1] وبدأت تحظى بأهمية عالمية حيث عملت على نقل مفاهيم وأفكار مؤسسها إلى عدد من المدن داخل الإمارات وبعض دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مثل عمان وقطر والسعودية والبحرين ومصر ولبنان. تتكون مجموعة ماجد الفطيم من مجموعة من الشركات التخصصية المتكاملة مع أنها تدار بشكل منفصل الأمر الذي يؤدي إلى مرونة عالية وآفاق نشاط مفتوحة مما يتيح الاستقلالية من جهة والتعاون من جهة أخرى.

الشركات

يتبع لمجموعة ماجد الفطيم ثلاث شركات هي:

ماجد الفطيم للمشاريع

تطور شركة ماجد الفطيم فنتشرز مشاريع بمليكة مشتركة من خلال تحالفات مع شركات عالمية مرموقة أو مشاريع بملكية كاملة للشركة وهذه المشاريع هي:
  • المشاريع المشتركة:
    • جريتر يونيون الأسترالية: إحدى الشركات الكبيرة العالمية وهي متخصصة في إدارة السينما.
    • دالكيا انترناشونال: وهي شركة رائدة في إدارة المنشآت والمرافق وإدارة الطاقة في مواقع العمل.
    • آوريكس كوربوريشن: وهي شركة تأجير كبيرة في اليابان وهي شركة رائدة في تقديم الخدمات المالية.
    • جيه سي بي: وهي شركة مصدرة لبطاقات الإتمان وتعمل فقط في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
  • شركات ذات ملكية كاملة:
    • ماجد الفطيم فاشن: وهي شركة توفر مجموعة من ماركات الأزياء العالمية في المنطقة.
    • ماجد الفطيم التسلية والترفيه مع ماجيك بلانيت: وهي شركة مختصة بمنتجات وخدمات الترفيه والتسلية ويدخل من ضمن مشاريعها وسكي دبي وهو أول منتجع للتزلج الشتوي المغلق في منطقة الشرق الأوسط.

ماجد الفطيم للتجزئة

تعتبر مجموعة ماجد الفطيم إحدى الشركات المساهمة في تطوير مفاهيم التسوق في المنطقة، حيث كانت أول من أدخل نموذج متاجر الهايبرماركت في الشرق الأوسط في العام 1995. وفي مشروع مشترك بين "ماجد الفطيم هايبرماركتس" (التي تدير "ماجد الفطيم ريتيل") وشركة "كارفور" الفرنسية التي تعتبر في المرتبة الثانية عالمياً بين شركات التجزئة.
قامت "ماجد الفطيم هايبرماركتس" خلال الفترة بين 1995 و2013 بافتتاح 101 متجراً جديداً.

ماجد الفطيم العقارية

تركز هذه الشركة على تطوير المشاريع العقارية مثل مراكز التسوق والفنادق والمجمعات متعددة الاستخدامات في مختلف دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتستقبل هذه الشركة سنويا أكثر من 80 مليون عميل في مشاريعها المختلفة.

الثلاثاء، 10 يناير 2017

النقل في الإمارات العربية المتحدة


النقل في الإمارات العربية المتحدة





تقاطع طريقين سريعين في دبي
Metro Dubai 3.JPG

ضمن إستراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة وضعت الخطط المرحلية لإنشاء شبكة مواصلات برية وجوية وبحرية متميزة وما زالت هذه الخطط قيد التنفيذ. فقد تمكنت مطارات الإمارات من جذب الكثير من حركة الطيران نحوها. وربطت مختلف مدنها بشبكة من الطرق البرية الحديثة. وحرصت على إضاءة الطرق الرئيسية بين مدن الإمارات الرئيسية. كما تمكنت موانؤها من تنشيط التجارة على جميع المستويات. واتجهت لبناء خطوط للقطارات على مستوى المدن وعلى مستوى الإمارات ككل. وقرنت كل هذا بإدارات تهدف إلى الارتقاء بمستواها لتقديم خدماتها  بسهولة ويسر.

النقل البري في دولة الإمارات

أنجزت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال فترة زمنية قصيرة لم تتجاوز ثلاثة عقود بنية أساسية متطورة من شبكات للطرق والجسور والانفاق والمطارات والموانئ وغيرها من مشاريع الهياكل الأساسية التي تم احاطتها بخدمات على مستوى راق. ويبلغ حجم الانفاق على مشاريع البنية اللأساسية التي نفذتها وزارة الأشغال العامة والاسكان أكثر من ثمانية ملياردات درهم إلا أن الحكومات المحلية في الإمارات أسهمت بالقدر الكبير من حيث حجم هذه المشروعات وتكلفها لاستكمال قواعد البنية الأساسية في الدولة والتي يصل حجم الانفاق عليها إلى أكثر من 300 مليار درهم.

النقل الجوي في دولة الإمارات

لم يكن يوجد في دولة الإمارات العربية المتحدة عند قيامها في العام 1971 سوى ثلاث مطارات صغيرة في أبوظبي ودبي والشارقة، أما اليوم فانها تطل على العالم من خلال ستة مطارات دولية في كل من أبوظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة والفجيرة والعين. تستوعب طاقتها جمعيا نحو 16 مليون راكب في العام وتستقبل أكثر من 100 شركة عالمية تنظم نحو 125 ألف رحلة جوية منتظمة وعابرة إلى مختلف مدن وعواصم العالم. و توجد بدولة الإمارات العربية المتحدة عدة كليات لبناء الكوادر المؤهلة للعمل في مجال الطيران والنقل المدني، وفي مقدمتها كلية الإمارات للتدريب بدبي في العام 1996 وتعد أحدث مركز للتدريب الإقليمي بالشرق الأوسط لهندسة الطيران والعمليات الأرضية والخدمات الجوية، وقد بلغت تكاليف هذه الكلية 240 مليون درهم لمعدات التدريب. كما تجدر الإشارة إلى قيام وزارة الموصلات يوم 28 نوفمبر1998 معقدها برنامج الأمم المتحدة والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية الذي يقضي بتقديم الدعم الفني والإداري في تشغيل الأرصاد الجوية في الدولة وذلك لمدة عامين اعتبارا من يناير 1999.

النقل البحري في دولة الإمارات

يوجد على امتدات سواحل دولة الإمارات العربية المتحدة، العشرات من الموانئ البحرية. وتشكل ثمانية موانئ ضخمة منها المنافذ الرئيسية البحرية وقد تم تجهيز هذه الموانئ بأحدث المعدات والأجهزة التقنية المتطورة لاستقبال السفن العملاقة. كما أقيمت عليها مناطق حرة تمنح العديد من التسهيلات لتشجيع المستثمرين على إقامة المشاريع التجارية والصناعية التي تخدم الاقتصاد الوطني. و تسهم هذه الموانئ وهي
بدور كبير وبارز في تنمية وازدهار الحركة الاقتصادية والتجارية، وذلك نظرا لما تتميز به من مواقع إستراتيجية ولقربها من الاسواق العالمية وربطها عبر آسيا وأفريقيا من قارات العالم.

رابط المرجع :